تاريخ تودغى/ تنغير: الحلقة الأولى
من مملكة تودغى وريثة مملكة سجلماسة في القرن الثامن الميلادي الى عمالة تنغير الحديثة، تاريخ حافل يذكر بأهمية هذه المدينة الواقعة في قدم الأطلس الكبير و على ملتقى طرق القوافل القديمة الواصلة بين المدن المغربية الكبرى و افريقيا جنوب الصحراء
الأصول و المنشأ
استقرار السكان في القصور بواحة تودغى يعود الى بدء زراعة النخيل المستورد من الشرق الأوسط في بداية التاريخ الميلادي. ضمن هؤلاء يمكن ان نحدد أربع مجموعات أساسية: الأولى، ذوو البشرة الداكنة و هم بدون شك السكان الأصليين و أقدم من سكن الواحة. الثانية تتكون من أمازيغ ذوي بشرة فاتحة وصلوا بعد ذلك و فرضوا ثقافتهم و لغتهم على الآخرين، الثالثة، اليهود الذين وصلوا ضمن موجات متتالية ابتداء من القرن الخامس قبل الميلاد و رغم تبنيهم للأمازيغية كلغة الا أنهم حافظوا على ديانتهم و تقاليدهم اليهودية، المجموعة الرابعة هي الأشراف الأدارسة الذين حلوا بآيت زيلال ا,لا ثم تفرقوا في قصور تنغير، تاجماصت و أمزاورو وأتوا بعد الفتح الاسلامي للمغرب من الجزيرة العربية و اندمجوا بالسكان الأمازيغ الذين اعتبروهم رموزا دينية مقدسة
حكم السلالات الأمازيغية
ابتداء من 1053 ميلادية، غزا الموحدون سجلماسة و أخضعوها لحكمهم قبل انشاء امبراطوريتهم و اتخاذ مراكش عاصمة لها و خضعت تودغى لسجلماسة طيلة قرن قبل أن تنتقل الى حكم الموحدين. و الى هذه الفترة يعود "كتاب الأنساب" الذي يعد أقدم مخطوط يذكر قبائل المنطقة و منهم آيت تدغت، آيت اسنان و آيت ايزدك المتواجدين في الواحة الى الآن
بعد سقوط الامبراطورية الموحدية، خضعت المنطقة لحكم حفصيي القيروان ثم بني عبد وادي تلمسان قبل ان يغزوها المرينيون سنة 1274 و يحتفظوا بها الى غاية 1331 حيث اجبروا على تركها امام صعود قبائل بني معقل القادمين من مصر. هؤلاء العرب الذين انضم اليهم مجموعة من الأمازيغ المستعربين استقروا بوادي زيز و درعة و فرضوا هيمنتهم على وادي تودغى دون ان يفرضوا عليه لغتهم و ثقافتهم
خلال مروره بالمنطقة في سنة 1511، كتب حسن الوزان الملقب بليون الأفريقي: "تودغى اقليم صغير على نهر يحمل نفس الاسم، تكثر بها التمور و العنب و التين، تضم اربعة قصور و عشرة قرى يسكنها اناس فقراء اغلبهم حراثون او دباغون."
حكم السعديين و العلويين
"ترقبوه في المقال المقبل ان شاء الله