تاريخ تودغى/ تنغير: الحلقة الثالثة
لمواجهة هذا التمرد، جند التهامي الكلاوي حملة عسكرية انطلاقا من مراكش في اتجاه تودغى و حاول المقاومون ان يقطعوا عليه الطريق ب "فم القوس ن تازولت" و هو المكان المتواجد على بعد حوالي 15 كيلومترا غرب تنغير، و لكن الكلاوي قضى عليهم و بسط نظامه على تودغى مدة سنة كاملة
الى حدود فبراير 1920، تعرضت تودغى لهجمة من آيت مرغاد تحت قيادة شخص غريب يدعى "با علي"، و هو من زنوج تاغبالت و قد استطاع ان يخضع فركلة كلها تحت امرة بلقاسم نكادي حاكم تافيلالت. استقر هذا الشخص بالخربات بمنزل القائد السابق بني حيا. في تودغى نهب محاربو باعلي عددا كبيرا من القصور التي كانت تحت سيطرة الكلاوي بينما انضم قصر الحارة ن ايعاميين الى حركة باعلي ضمن آخرين
عندها نظم التهامي الكلاوي حركته الرابعة مستعينا ب 8000 جندي و ستة مدافع وضعها بالهضبة. حاول باعلي ان يقطع عليه الطريق كذلك في المدخل الغربي لتنغير "فم القوس ن تازولت" و لكن استخدام الجنود للمدافع ارغم رجال باعلي على الفرار يوم 31 يوليوز 1920 و طاردهم خيالة الكلاوي الى حدود آيت الفرسي. بعد تعيين سعيد أولعيد أوتونفيت خليفة الكلاوي على تنغير، استقرت الأوضاع الأمنية لمدة أطول رغم مقاومة آيت عطا و خاصة "ايلامشان" تحت قيادة عسو أوبسلام المنحدر من قصر "تاغيا"
في سنة 1926، بعد رفض الانصياع لحكم الكلاوي، خرجت مجموعة من العائلات من قصر تنغير و شيدت قصرا جديدا غير بعيد من المركز هو "اغرم أوجديد" و على رأس هذه العائلات مولاي الحسن الادريسي إمام جماعة تنغير و أول عدل شرعي لتودغى، كان يتمتع بنفوذ واسع و احترام كبير في كل تودغى الأمر الذي شجعه على تحدي سلطة الكلاوي. في القصر الجديد أقامت عائلات آيت موسى ثم عائلة آيت عبد الهام التي تعود اصولها الى الزاوية الحنصالية. و لمحاولة مراقبة هذه العائلات بنى ممثل الكلاوي موحداش أولحاج فاسكا منزله باغرم اوجديد.
في سنة 1927، اصبحت المقاومة اكثر حدة من ذي قبل و تمت محاصرة اقامة الكلاوي و في سنة 1929، لم يبق تحت سيطرة الخليفة سعيد أولعيد أوتونفيت سوى قصر تنغير و مجموعة صغيرة من القصور الأخرى
هذه الحالة ستتغير بعد التدخل المباشر للجيش الفرنسي في سنة 1931. في منتصف هذه السنة، أصبح قصر تاغيا ن ايلمشان هو القصر الوحيد الذي لازال يقاوم. من هناك تحرك رجال عسو اوبسلام الى جبل صاغرو في سنة 1932 ليهاجمهم الفرنسيون و تقع معركة بوكافر يوم 25 مارس 1933